{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} بالنبوة والحكمة، {وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.{وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ} وقد عرفنا أن لا نَنَالَ شيئا إلا بقضائه وقدره، {وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا} بيَّنَ لنا الرشد، وبصَّرنَا طريق النجاة. {وَلَنَصْبِرَنَّ} اللام لام القسم، مجازه: والله لنصبرَن، {عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}.{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} يَعْنُون: إلا أن ترجعوا، أو حتى ترجعوا إلى ديننا.{فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ}.{وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ} أي: من بعد هلاكهم.{ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي} أي: قيامه بين يدي كما قال: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن- 46]، فأضاف قيام العَبدِ إلى نفسه، كما تقول: نَدِمتُ على ضربك، أي: على ضربي إياك، {وَخَافَ وَعِيدِ} أي عقابي.